كعبة أبرهة القمنى بقلم محمود طراد

الحمد لله وبعد :
فقديما كان أبرهة ، وحديثاً جاء أبرهة ، ولا يخفى على حضراتكم أن أبرهة الأول كان حبشياً وأما الأخير فقد جاء قمنياً ، أراد الأول بناء كعبة ليصرف الناس عن التوجه إلى بيت الله الحرام بمكة وبناها بالفعل ، لكنه لم يستطع أن يمنع الناس عن بيت الله الحرام .
أما الأخير فأراد هو الآخر أن يبنى كعبة أخرى ولا أظنه يفعل ، لأن أبرهة الأول كان حاكماً سلطاناً لبلده ، وأما هذا فلا يناصره إلا شرذمة قليلون .
القمنى فى إحدى دعواته الغير معقولة فضلاً أن نقول الغير شرعية ، يطال ببناء كعبة فى سيناء ولقد ذكر السبب إذ قال أنها لن تكون بديلة عن الكعبة التقى بمكة وإنما ستكون فقط لفقراء المصريين الذين لا يتحملون تكلفة السفر إلى مكة .
اعتبر القمنى اقتراحه وسيلة لتحسين العلاقات بين الأديان السماوية الثلاثة لأن جبل سيناء له أهمية فى الإسلام والمسيحية واليهودية.
هل يسكت الشعب ورجال الدين ؟ أم هناك من يوقف هذا الرجل عن دعواته الغريبة ، التى لا تسكت .
لم يترك القمنى السلفية أو الإخوان أو حتى الأزهر الشريف ، كل هؤلاء لم يعصموا من القمنى بل أصابتهم سهامه وكلماته ، ولم يكن من المتوقع أن يتطاول القمنى على الدستور الإلهى وأين تقام مناسك الحج وكأن الله تعالى أغفل الفقراء فلم يشرع لهم ما يتوافق مع فقرهم .
بل إن فى الحديث الشريف الذى يحفظه صغارنا ، " وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً " وفى القرآن الكريم فى سورة آل عمران قال الله تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً "
فلا نقول نشكر القمنى على فكرته لكن نندايه بالتأدب مع الذات الإلهية .
لأن ما فعله القمنى يحمل إشارة إلى أن هناك من الأمور الدينية ما تغافل عنه الشرع أو تجاهله وفى هذا سوء أدب مع الله تعالى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد