كيف كان جلوس النبى والصحابة بعد الفجر
قال مسلم في صحيحه (1/463) حديث رقم (670) : حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا سماك ح وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) قال أخبرنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم .
قال الشنقيطي في "أضواء البيان"(1 / 518) : ( تقرر في الأصول أن صيغة المضارع بعد لفظة كان في نحو : كان يفعل كذا ، تدل على كثرة التكرار والمداومة على ذلك الفعل
تفسير قوله وكانوا يتحدثون فى أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم :
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم شرح صحيح مسلم" (2 / 359) : (وقوله : " وكانوا يتحدثون فيأخذون فى أمر الجاهلية) دليل على جواز التحدث بأخبار الزمان وأمور الأمم ، وليس المعنى أنهم كانوا يتحدثون فى ذلك الوقت فإنه وقت الذكر والدعاء ، وإنما هو فصل اخر وسيرة أخرى فى وقت اخر وصلهما بالحديث الاول
هيئة جلوسه صلى الله عليه وسلم :
روى أبو داود في "سننه" (2 / 679) حديث رقم (4850) بسند صححه الشيخ الألباني : عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء(
علة الجلوس في المسجد في هذا الوقت :
قال القرطبي في المفهم : (قوله : " كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يقوم من مصلاّه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس " ، هذا الفعل منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدل على استحباب لزوم موضع صلاة الصبح ؛ للذكر ، والدعاء ، إلى طلوع الشمس ؛ لأن ذلك الوقت وقت لا يُصلَّى فيه ، وهو بعد صلاةٍ مشهودة ، وأشغال اليوم بعدُ لم تأت ، فيقع الذكر والدعاء على فراغِ قلبٍ ، وحضورِ فهمٍ ، فيرتجى فيه قبول الدعاء ، وسماع الأذكار(.
استثناء الإمام بالكلام بعد الفجر أحيانا
باب الإمام يقبل على الناس بوجهه إذا سلم فيحدثهم في العلم وفيما يكون خيرا)
(2852 )- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو الحسن أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ثنا أبو قلابة ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت أبا رجاء يحدث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الصبح أقبل بوجهه فقال من رأى منكم رؤيا فليقصها أعبرها له وذكر الحديث كذا قاله رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن جرير ورواه مسلم عن محمد بن بشار عن وهب بن جرير بن حازم
كراهة السلف للكلام بعد الفجر حتى تطلع الشمس
جاء فى سير أعلام النبلاء للذهبى وقد اخترت الذهبى بالذات فى ذكر الآثار عن السلف حتى لا يحتج أحد على الحديث بأنه ضعيف فالذهبى إمام من أئمة الجرح والتعديل .. قال :
(وكان ابن أبي ليلى إذا صلى الصبح نشر المصحف وقرأ حتى تطلع الشمس (سير أعلام النبلاء (4( / 265) .
وقال الوليد بن مسلم رأيت الأوزاعي يقبع في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ويخيرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفضوا في ذكر الله والتفقه في دينه ( سير أعلم النبلاء ( 7 / 117)
قال مالك : كان سعيد بن أبي هند ونافع مولى ابن عمر وموسى بن ميسرة يجلسون بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ثم يتفرقون ولا يكلم بعضهم بعضاً اشتغالاً بذكر الله(الجامع لأبي محمد بن عبدالله القيرواني) .
تعليقات
إرسال تعليق