الالتزام الحزبى سياسة أم دين ؟


فى سباق كبير بين المرشحين الإسلاميين تدور النقاشات الآن حول من سنرشح للرئاسة والشارع المصرى يختلف فى هذا لكن القطاع الكبير ولا شك يسير نحو الإسلاميين إلى الآن .

فى البداية واسمحوا لى أن أبدأ من بعيد : إن الإسلام ليس حكراً على أحد ولا ينبغى لأحد أن يتعامل مع الإسلاميين وكأنه فصيل غريب لا ينبغى أن يتدخلوا فى شئون مصر السياسية ، فديننا هو سياستنا وسياستنا هى ديننا فأعظم حاكم سياسى فى تاريخ البشرية هو نفسه أعظم نبى بعث وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

لكن المشكلة الآن داخل الإسلاميين الآن بدأت مع الشباب ففى فترة من الفترات يدلى بأن صوته لفلان مرشح الرئاسة وبعدها بقليل تجتمع الأحزاب بمجلس شوراها ليقرروا شيئاً غير الذى يتبناه عضو الحزب قيقوم العضو بالرجوع عن قراره الأول لا لشىء إلا لأن الحزب قد قرر دعم أحد غير الذى كان قد نوى أن يدعمه .

سألت الكثير منهم _ وأنا بالمناسبة أعمل مع أحد الأحزاب – فقال لى لا بد أن ألتزم حزبياً .

قلت له : ماذا لو كنت تعلم أن فلاناً هو الأصلح لديننا ودنيانا ؟ هل كنت ستلتزم حزبياً .

قال : نعم لأنى قد ارتضيت العمل داخل فريق عمل فلابد أن ألتزم بقراراته .

لاحظوا معى أن العمود الذى يعيته هنا ليست الكفاءة ولا الأدلة لأنه أصلا ربما لا يعرف المرشح الذى اختاره الحزب فبقى الأول فى ذمته هو الأصلح .

فهل ينبغى الآن أن نقول يجب علينا الالتزام الحزبى ؟

هل تعرفون أين تكمن المشكلة يا شباب ؟

تكمن فى أننا نمارس عبادة أم سياسة ليس لها علاقة بالعبادة ؟

هنا وجهتان :

فالذى يمارس عبادة يعرف أن المسئولية فردية ، وأن " كل نفس بما كسبت رهينة " وأنه " لا تزر وازرة وزر أخرى وأن الله تعالى سيسأله عن الذى كسبت يده ، سؤالاً فردياً لا جماعياً .

أما الذى فربما ينظر إليها _ سياسة محضة غير متذكر جانب المسئولية التى تقع عليه أمام الله تعالى .

واسمحوا لى أن أذكركم الآن بثلاث شخصيات يضربون أعظم المثل فى قضية الالتزام الحزبى :

تعرفون ولا شك الإمام أبا حنيفة ، كان له من طلاب العلم تحته فى المذهب الحنفى ، أبو محمد ويوسف رحم الله الجميع .

كلهم ينتمون إلى المذهب الحنفى ( أى كلهم أحناف )

المفاجأة هنا أن الإمامين خالفا الإمام أبا حنيفة فى نحو ثلث المذهب ومع ذلك لم يخرجهم ذلك عن المذهب فلا نقول إنه شافعية ولا مالكية .

قد يرى أئمة المذهب شيئاً وقد يرى غيرهم الحق فى غيره مع أنه فى نفس مذهبهم .

اعتراض ..

يعترض آخر فيقول إن هذا معناه أن الحزب لا يستطيع أن يجتمع أبناؤه على شىء واحد وهنا لا يكون قوياً .

أخى الكريم : هل تهمك مصلحة دينك أم مصلحة بلدك أم مصلحة حزبك ؟

إذا كانت دينك فلا سمع ولا طاعة فيما تعلم أن الله سيحاسبك عليه .

إذاكانت الثانية فإن الأوطان التى أمرنا الله بحبها لا لحوائطها ومبانيها ولكن لأمور كثيرة منها أنها تقيم عدل الله وشرعة .

وإن كانت الثالثة فأنت تعود بظهرك إلى قومية من نوع آخر ..

هل تعرف ما معنى الالتزام الحزبى ؟ إنه بديل لمصطلح السمع والطاعة ، والسمع والطاعة العمياء لحزب أو جماعة أو فئة تقليد والتقليد ليس من صفات أو سمات المثقفين فضلاً عن الإسلاميين .

احبس نفسك بعيداً عن المشتتات واسمع صوت دينك وعقلك ثم قرر .

أتركك على أمل اللقاء

محمود طراد

تعليقات

  1. الله يحمى ترابك يا مصر

    ردحذف
  2. اللهم ولى امورنا خيرنا ولا تولى امورنا شرارنا .... :)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد