إلى الوالد أبى إسحاق الحوينى قدمك تسبقك إلى الجنة
إلى الوالد الشيخ أبى إسحاق الحوينى
نزل الخبر كااصاعة ، ثبت الله الجميع ، كنت أعرف
أيام كنت فى الجامعة أن الشيخ مريض ، وحين ذهب إلى ألمانيا أمسكت قلبى بيدى وأنا
مؤمن بقضاء الله تعالى وقدره ، ولما عاد إلى مصر بعد رحلته الدعوية والعلاجية التى
هدى الله على يديه فيها الكثير ، حمدت الله على عودته ، فكرت بعد سماع خبر بتر ساق
الشيخ ، قلت فى نفسى : إن هناك الكثير ممن لا يستحقون الحياة على الأرض من أعداء
الله تعالى ، ويسيرون هكذا أمام الناس ، فتذكرت عندئذ قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم " يبتلى المرء على قدر دينه "
سافر بقدمه إلى الألبانى رحمه الله وأخذ بها
عنه العلم ، اعتقل لأنه كان يدعو إلى الله على علم ، نشر الحديث بين الناس وستبقى
مصر تذكر فى علم الحديث به إلى حين ، العلم الذى تعلمه منه الآلاف بل
الملايين نحسبه قد كتب فى ميزان حسناته .
يبعث بوصيته إلى الأمة يطلب منهم أن يسامحوه
، بل فليسامحنا الله فى تقصيرنا فى حقك لكن ليت دعاءنا يبلغ ما نريد من الإجابة ،
وأن يمد الله فى عمرك ، يا شيخنا إن أعادك الله إلى صحتك ، فأسأل الله أن يرزق
الأمة أن تتعلم منك ، ربما يكون ما حدث إنذار لكثير من الشباب ، أن يدركوا العلماء
قبل أن يذهبوا ، " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ، لكن يقبضه بقبض العلماء
" قموت العالم ثلة لا تسد ، كسر لا ينجبر ، " حتى إذا لم يبق عالم اتخذ
الناس رؤساً جهالاً أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
أيها الشباب ، إنه ليحزن القلب أن كثيراً منا
لا يهتم بالعلم الشرعى ، هل ننتظر انقراضه وقبضه ؟ ماذا ننتظر ، علمك يعنى دينك ،
أبو إسحاق يطلب السماح منكم ، وعشرات الآلاف بل عشرات الملايين لن يستطيعوا أن
يقولوا سامحناك لأنهم بالطبيعة ، ليس لهم عنده حق ، إنه لم يقصر فى دعوته وتعليمه
للناس ، لكن الكثير منا قصر .
بل ليسامح هذا الأسد الحارس قوماً تكلموا فى
حقه واتهموه باعتقاده فى مسائل لم يهتقدها وأنكرها ورد عليهم ، أيها الشباب أيها
الشيوخ ، ابدؤا من الآن ، وقرروا أن تعرفوا دينكم أكثر من هذا ، فأنتم ما جئتم إلى
الدنيا إلا لهذا ، ستموتون ،وستسألون ، فلا تعرنكم تقلبات الحياة ، " كن
عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالثة فتهلك " " الذى ليس فى جوفه شىء من
القرآن كالبيت الخرب " " قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون
"" ولا تكن من الجاهلين " " إنى أعظك أن تكون من الجاهلين
" ... إلى آخر الآيات والأحاديث .
يا أهل مصر ، لم يبق من الدنيا الكثير ، يا
أهل السياسة ، لم يبق من الدنيا الكثير ، يا أهل الاقتصاد لم يبق من العمر الكثير ،
دستوركم هو دينكم ، سلوا أنفسكم ماذا تعلمتم منه ، يا أهل الإسلام ، هل هذا زمان
العربة ، حين تتسع الفجوة بينكم وبين علمائكم ، بينكم وبين كتابكم ، لكن ظننا
بالله حسن ، أن تكون الصحوة الإسلامية التى نريد ...
فى رعاية الله
محمود عبد الله طراد
شكرا على الموضوع
ردحذفمقاله رائعه
ردحذفاللهم ثبت الجميع بالايمان
ردحذفاللهم اشف كل مريض
ردحذفموضوع مميز
ردحذفبالتوفيق دائما
ردحذف