المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد


مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد :
فالفلسفة الإسلامية مصطلح  يستخدم على أنه الفلسفة المستمدة من نصوص الإسلام ورؤيته حول الكون والخلق والخالق ، والحياة والخالق ، لكن الاستخدام الأعم يشمل كل الأعمال والتصورات الفلسفية التى تمت وبحثت فى إطار الثقافة العربية الإسلامية .
 لقد علم المسلمون  الفلسفة بعد حركة الترجمة، وبالتحديد في العصر العباسي الأول؛ وقد مهَّدَ لذلك وجود كتب فلاسفة اليونان منتشرة في مناطق البحر الأبيض المتوسط بين الإسكندرية وأنطاكية وحَرَّان، فضلاً عن أن المأمون كان يُرَاسِل ملوك الروم -وهم البيزنطيون- ليحصل على الكتب والمخطوطات، لا سيما كتب الفلسفة
و ما إن تُرجمت الفلسفة اليونانية -مع غيرها من علوم اليونان- وأصبحت في حوزة المسلمين، حتى اختلف علماء المسلمين في موقفهم منها؛ فمنهم من وقف منها موقف الرفض والمعارضة، ونظر إليها على أنها باب إلى الضلال والفساد، وهذا هو موقف المتشددين من الفقهاء. ومنهم من وقف موقفًا وسطًا يقوم على النقد والتمحيص،
والناظر إلى الفلاسفة المسلمين أمثال الفارابى وابن رشد يجد أن كلاً منهما بل وغيرهما لم يكن مجرد ناقل للفلسفة المترجمة بل كانت له إسهاماته وإضافاته وابتكاراته التى تشير إلى أصله ، خاصة حين حاولوا التوفيق بين الفلسفة والدين ، أو بين أفلاطون المتصوف على حد نظرتهم ، وأرسطو صاحب المدرسة العقلية .
الفارابى .. وابن رشد من أشهر الفلاسفة الذين نتحدث عنهم الآن ، نحاول فى هذا البحث المتواضع الإشارة إلى منهجهما فى الفلسفة ، وكيف كانت نظرتهم للكون ، والحياة والخلق والخالق .
سائلاً الله تعالى التوفيق والسداد .

تحت إشراف الأستاذ الدكتور
شرف الدين آدم 
الباب الأول نعريف بالفارابى ومؤلفاته
الفصل الأول : الفارابى

هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني لدراسته كتب أرسطو (المعلم الأول) وشرحه لها، ويعرف الفارابي في اللاتينية باسم (Alpharabius)، ولد في مدينة "فاراب" في تركستان حيث كان والده تركياً من قواد الجيش، وفي سن متقدمة، غادر مسقط رأسه وذهب إلى العراق لمتابعة دراساته العليا، فدرس الفلسفة، والمنطق، والطب على يد الطبيب المسيحي يوحنا بن حيلان، كما درس العلوم اللسانية العربية والموسيقي

وفى الموسوعة الحرة :
هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ طرخان ولد عام 260 هـ فى مدينة فاراب وهى مدينة ما وراء النهر زتزفى عام 950 م فيلسوف مسلم اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة فى صناعة الطب
كان أبوه قائد جيش وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى إلى سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته يعود الفضل إليه فى إدخال مفهوم الفراغ فى علم الفيوياء تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد .
تنقل فى أنحاء البلاد ، وفى سوريا ، قصد حلب وأقام فى بلاط سيف الدولة الحمدانى فترة ثم ذهب لدمشق وأقام فيها حتى وفاته عن عمر يناهز الثمانين عاماً ، و وضع عدة مصنفات وكان أشرها كتاب حصر فيه أنواع وأصناف العلوم
وسمى بالمعلم الثانى نسبة إلى المعلمك الأول وهو أرسطو والذى تأثر به الفارابى وهو شارح مؤلفاته ، كما تأثر الفارابى بأفلاطون وبطليموس والكندى وشهاب الدين السهروردى ، وابن باجة ، ملا صدرا ، وأبو الحسن العمرى وموسى اين ميومون وأبو حيان التوحيدى .

اسهاماته العلمية

قال ابن سينا سافرت فى طلب الشيخ أبى نصر الفارابى فما وجدته وليتنى وجدته
يقول لم أفهم كتاب ما وراء الطبيعة لابن سينا فما فهمته إلا عندما قرأت كتاب الفارابى
الفارابى ترجم كتب أرسطو و فسرها ، فضاعت كتب أرسطو بعد ذلك ، فترجمت كتب ارسطو ، مما كتبه الفارابى
يقول بياخو : إن الفارابى شخصية قوية وغريبة

يعدّ الفارابي أكبر فلاسفة المسلمين، وقد أطلق عليه معاصروه لقب "المعلم الثاني" لاهتمامه الكبير بمؤلفات أرسطو "المعلم الأول"، وتفسيرها، وإضافة الحواشي والتعليقات عليها، ومن خصائص فلسفة الفارابي أنه حاول التوفيق من جهة، بين فلسفة أرسطو وفلسفة أفلاطون، ومن جهة أخرى بين الدين والفلسفة، كما أنه أدخل مذهب الفيض في الفلسفة الإسلامية ووضع بدايات التصوف الفلسفي.

ورغم شهرة الفارابي في الفلسفة والمنطق، فقد كانت له إسهامات مهمة في علوم أخرى كالرياضيات والطب والفيزياء، فقد برهن في الفيزياء على وجود الفراغ، وتتجلى أهم إسهاماته العلمية في كتابه "إحصاء العلوم" الذي وضع فيه المبادئ الأساس للعلوم وتصنيفها؛ حيث صنف العلوم إلى مجموعات وفروع، وبين مواضيع كل فرع وفوائده.
وبجانب إسهامات الفارابي في الفلسفة، فقد برز في الموسيقى، وكانت رسالته فيها النواة الأولى لفكرة اللوغارتم حسب ما جاء في كتاب "تراث الإسلام"، حيث يقول كارا دي فو (Carra de Vaux) : أما الفارابي الأستاذ الثاني بعد أرسطو وأحد أساطين الأفلاطونية الحديثة ذو العقلية التي وعت فلسفة الأقدمين، فقد كتب رسالة جليلة في الموسيقى وهو الفن الذي برز فيه، نجد فيها أول جرثومة لفكرة النسب (اللوغارتم)، ومنها نعرف علاقة الرياضيات بالموسيقى.
وتؤكد زغريد هونكه الفكرة نفسها حين تقول : إن اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع قد قربه قاب قوسين أو أدنى من علم اللوغارتم الذي يكمن بصورة مصغرة في كتابه عناصر فن الموسيقى.

سجل مؤرخو الموسيقى أن الفارابي قد طور آلة القانون الموسيقية، وأنه أول مَن قدم وصفا لآلة الرباب الموسيقية ذات الوتر الواحد، والوترين المتساويين في الغلظة، وأنه أول مَن عرف صناعة الموسيقى ومصطلح الموسيقى، وأنه قد وضع بعض المصطلحات الموسيقية وأسماء الأصوات التي لا تزال تستعمل إلى اليوم.
وقد ذكر الفارابي نظرية في الجاذبية الأرضية سبق بها العالم نيوتن بألف عام مما أدهش علماء الغرب وجعلهم يتساءلون عن سر هذا التشابه بين آراء الفارابي ونيوتن، ويعد الفارابي أول مَن عرف علاقة الرياضيات بالموسيقى، ومن هذه العلاقة كانت بوادر علم اللوغاريتمات وقد أكد ذلك العلماء الغربيون، وربما كان هذا هو السر الذي يكمن في اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع ويظهر ذلك في كتابه الموسيقى الكبير

المطلب الثانى
فلسفة الفارابى
لقد بدأ الفارابى يمارس الفلسفة متأثراً بمعلمه الأول أرسطو حتى نبغ الفارابى ، وأصبح وكأن له مدرسة مستقلة عن مدرسة المعلم الأول ، الذى تأثر به وهو أرسطو ، وذلك بعد ان لم يكن الفارابى يعلم أنه يوماً من الأيام سيسلك هذا المسلك
وظهر لمنهج الفارابى مميزات كثيرة فى فلسفته نذكر منها :
الاهتمام بالربط الاتصال بأجزاء الفلسفة وتفصيل النقاط .
كان له نظريات فى الطبيعة وما وراء الكون وكذلك له الفلسفة فى السياسة
بدى منهجه فى آراء المدينة الفاضلة والذى تكلم فى القسم الأول فيه عن الفلسفة والنصف الثانى فيه عن الاجتماع
فلسفته فى الإلهيات تقوم على أن كل موجود يعود إلى أول موجود وهو الخالق سبحانه .
العقلانية :
الجمع بين الدين والعقل

كان للفاربى فلسفته الخاصة فى مناحى العلوم فهناك فلسفته فى علم الطبيعة وما وراءها ( الموجودات ) وللفارابى فلسفته فى السياسة والاجتماع .
وقد ظهر ذلك جليا فى كتابه آراء المدينة الفاضلة .(1)

أولاً فلسفته فى الموجودات :
يذهب الفارابى إلى أن الموجودات قسمان ، موجودات روحية وموجودات مادية فأما القسم الأول :
وهو الموجودات الروحية فيرتب طوائفة من الأعلى إلى الأقل منه ترتيباً تنازليا فى ست مراتب على الترتيب التالى :
المرتبة الأولى : الكائن الأول أو السبب الأول وهو الله المرتبة الثانية مرتبة العقول التسعة المحركة للأجرام السماوية وهى : العقل الأول المحرك للسماء الأولى والعقل الثانى المحرك لكرة الكواكب الثابتة والعقل الثالث المحرك لكرة زحل ، والعقل الرابع المحرك لكرة المشترى والعقل الخامس المحرك للمريخ والعقل السادس المحرك للشمس والعقل

السابع المحرك للزهرة والعقل الثامن المحرك لعطارد والعقل التاسع المحرك للقمر .المرتبة الثانية : مرتبة العقل الفعال فى الإنسانية
المرتبة الرابعة مرتبة النفس الإنسانية .المرتبتان الخامسة والسادسة : مرتبتا الهيولى والصورة ، والهيولى هو المبدأ الأول الذى به تشترك الأجسام فى كونها أجساماً والصورؤة هى البدأ الذى يعين الهيونى ويعطيه ماهية خاصة .

وأما القسم الثانى وهو العالم المادى فيترتب أيضاً ترتيباً تنازلياً من الأعلى إلى الأخس فى ست مراتب .

كما ظهر إيمانه بوحدة الحقيقة : كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو، وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو
ان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة)، ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: المعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقى حقائق وينقلها للآخرين، ويقول الفارابي أن معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف فالفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقى الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلى صور ومعاني تنقل للناس، المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها .
وتميز الفارابي بالمنطق في فلسفته في السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه: "آراء المدينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)المدينة الفاضلة .. الفارابى ص 5 من المقدمة

لفاضلة" و"الموسيقى الكبير"، وتتمثل أرائه في أهل المدينة الفاضلة بأنه خير المدن الممكنة
على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة .

الله – تعالى – وأدلة وجوده عند الفارابى
استخدم الفاربى فى الاستدلال فى هذه المسألة قاعدة  الوجوب والإمكان حيث
يقسم الموجودات إلى قسمين: ممكن الوجود وواجب الوجود. واجب الوجود عنده هو الموجود الذي وجوده من ذاته، فإذا فُرض عدم وجوده لكان ذلك مُحالا

ممكن الوجود فهو الذي وجوده من غيره، فإذا فُرض عدم وجوده لما كان ذلك محالا
والوجود الممكن يتعادل وجوده وعدمه، أي أن وجوده وعدمه سواء إلا إذا ترجح أحدهما على الآخر. فإذا ترجح وجوده كان لابد له من مرجح يرجح وجوده على عدمه أي لابد له من موجد ترجح عنده الوجود على العدم فأخرجه إلى الوجود.
فلابد لكل موجود ممكن الوجود من مرجّح لوجوده على عدمه، ولا يمكن أن تمضي سلسلة المرجحات الممكنة الوجود إلى مالانهاية لأن هذا محال، فلابد إذن أن نصل إلى مبدأ أول أو سبب أول هو علة وجود كل الممكنات في العالم وهو الذي رجح وجود هذا العالم على عدمه وهو الله. وهو واجب الوجود بذاته ولا يحتاج إلى غيره أبدًا. وقد رفض الفارابي دليل الحكماء الطبيعيين الذين يرون أنه لابد من الاستدلال على وجود الله بآثاره لأن الصنعة تدل على الصانع، وهذا يعني أنهم يصعدون من الفعل إلى الفاعل، ومن المخلوق إلى الخالق، لكنه يرى أنهم يفكرون في الأفعال التي تصدر في العالم فلا يتجاوزون عالم الحوادث المتناقضة، ولا يجدون تصورات شاملة للموجودات. أما الفارابي، فقد أراد أن يصل إلى العلة الأولى الوحيدة، وهذه العلة الوحيدة هي واجب الوجود. ومعنى الموجود الواجب يحمل في ذاته البرهان على أنه واحد لا شريك له، فلو وجد موجودان كل منهما كامل الوجود وواجب الوجود لكانا متفقين من وجه ومتباينين من
وجه، وما به الاتفاق غير ما به التباين، فلا يكون كل منهما واحدًا بالذات، فالموجود الذي له غاية الكمال يجب أن يكون واحدًا. فهو واحد بالذات لا
تركيب فيه ولَيْس له ليس ولا يمكن حده، لكن الإنسان يثبت للبارئ أحسن الأسماء الدالة عليه وعلى منتهى كماله، وتأثر الفارابي هنا بفلسفة أرسطو في المحرك الأول .

دور الفارابى فى الفلسفة
بدأ الفارابي من من نقطة الإنتقاد الموجهة للرازي وللفلسفة بصورة عامة وكان النقد عبارة عن فائدة الفلسفة في تنظيم الحياة اليومية للإنسان البسيط الذي يرى الفلسفة شيئا بعيدا كل البعد عن مستوى أستيعابه ولايجد في ذلك النوع من المناقشات اي دور عملي ملموس في حياته اليومية . حاول الفارابي (874 - 950) الفيلسوف من تركستان تضييق حجم الفجوة بين المسلم البسيط و الفلسفة ويعتبره البعض رائدا في هذا المجال حيث حاول في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة" التطرق إلى القضايا الاجتماعية و السياسية المتعلقة بالإسلام. في كتاب "الجمهورية" طرح افلاطون فكرة إن المجتمع المثالي يجب ان يكون قائده فيلسوفا يحكم حسب قوانين العقل و المنطق وتبسيطها لتصبح مفهومة من قبل الإنسان البسيط . من هذه الفكرة حاول الفارابي ان يطرح فكرته حول إن الرسول محمد كان بالضبط ما حاول أفلاطون ان يوضحه عن صفات قائد "المجتمع الفاضل" لقدرته حسب تعبير الفارابي من تبسيط اللهم روحية عليا وإيصالها إلى انسان البسيط .
بهذه النظرة إبتعد الفارابي كليا عن مفهوم الخالق في الفلسفة اليونانية الذي كان بعيدا كل البعد عن هموم الإنسان البسيط والذي لم يخاطب الإنسان يوما، ولكن الفارابي ضل ملتقيا مع فكر ارسطو في نقطة إن قرار الخلق لم يكن عبثيا ولا متسرعا. إستخدم الفارابي فكرة النشوء اليونانية التي كانت تختلف عن فكرة الخلق في الديانات التوحيدية الهية . حاول الفارابي تطويع هذه الفكرة من النظرة التوحيدية للخلق فقال إن الإنسان بالرغم من منشأه على هذه الارض فإنه إمتداد لسلسلة من أطوار النشوء التي بدأت من المصدر إلى السماء العلى إلى الكواكب و الشمس و القمر وإن الإنسان له القدرة بأن يزيل أتربة هذه التراكمات من النشوء لكي يرجع إلى الخالق الأولي وكان هذا التحليل بالطبع مخالفا لفكر القران عن خلق الإنسان فحسب النظرية اليونانية فإن النشوء يبدأ من كينونة أولية ثابتة ولكن سلسلة النشآت تخضع لقوانين طبيعية بحتة وليست لقوانين دينية او
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)   الفارابى .. المعلم الثانى مقال بموقع موهوبون

الكثير من الدراسات تعتبر الفارابي أهم من استطاع إيصال و شرح علوم المنطق بالعربية ، بالمقابل سنجد أن الفارابي كان يشغله هاجس الوحدة و التوحيد في ظل دول و إمارات إسلامية متفرقة في عهد الدولة الحمدانية ، كان الفارابي يتطلع لتوحيد الملة عن طريق توحيد الفكر لذلك سنجده يحاول التوحيد بين الأمة (الشريعة) و الفلسفة في كتاب الحروف و سيحاول ان يجمع بين رأي الحكيمين : أفلاطون و أرسطو في كتاب الجمع بين الحكيمين، و سنجده أيضا عكس الكندي يحاول أن يدخل العرفان أو الغنوص في منظومته الفكرية فيقبل نظرية العقول السماوية و الفيض لكن العرفان لا يتحقق عند الفارابي بنتيجة النفس و التأمل بل المعرفة و السعادة (الصوفية العرفانية) هي نتيجة المعرفة عن طريق البرهان . و كما في نظرية الإفلاطونية المحدثة : العقل الأول الواجب الوجود لا يحتاج شيئا معه بل يفيض وجوده فيشكل العقل الثاني فالثالث حتى العقل العاشر التي يعطي الهيولى و المادة التي تتشكل منها العناصر الأربعة للطبيعة : الماء و الهواء و النار و التراب . و الدين و الفلسفة يخبراننا الحقيقة الواحدة فالفلسفة تبحث و تقرر الحقائق و الدين هو الخيالات و المثالات التي تتصور في نفوس العامة لما هي عليه الحقيقة ، و كما تتوحد الفلسفة مع الشريعة و الملة كذلك يجب أن تبنى المدينة الفاضلة. على غرار تركيب الكون و العالم بحيث تحقق النظام و السعادة للجميع . هذا كان حلم الفارابي المقتبس من فكرة المدينة الفاضلة لأفلاطون

بين أفلاطون وأرسطو (1)

ولقد حاول الفارابى الجمع بين أفلاطون وأرسطو ، على حد تعبير  خليل أندراوس  فى مقال بعنوان منطلقات الفلسفة عن الفارابى

" في ظل الخلافة العربية الإسلامية تطورت العلوم بشكل مطّرد وسريع حاملة ملمحين أساسيين، برزا بوضوح في أعمال الفارابي، وهما
الموسوعية والعقلانية. في تلك الفترة نفضت عقلانية العلماء والفلاسفة

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1)          منطلقات الفلسفة عند الفارابى – خليل أندراوس مقال
العرب وعلى رأسهم الفارابي، المعتقدات الغيبية، وهذ ما ساعد على توجيه الفكر العربي الإسلامي نحو البحث عن الأسس الأولية للعالم المادي. في تلك الفترة موسوعية العالم العربي كانت نتيجة موضوعية لاستيعاب العرب المعرفة الموروثة عن البلدان الأخرى وخاصة الفلسفة الإغريقية، مما جعل العرب يتفوقون على غيرهم في تلك الفترة التاريخية وهذا ما نحن بعيدون عنه في واقعنا الحاضر.
ومن اللافت للنظر: لم يقيّد المبدعون وخاصة الفلاسفة، في دولة الخلافة العربية الإسلامية مجال نشاطهم في ميدان واحد من ميادين المعرفة، فقد كانوا جميعا مساهمين في مختلف فروع العلوم الطبيعية والفلسفة. فمثلاً الفارابي والذي فضل الفلسفة فقد انغمر في دراسة الكثير من المسائل الخاصة، والعلوم المحددة، والتطبيقية. وهذا دليل على أن الموسوعية كانت سمةً عامة لتفكير علماء ذلك العصر ولكن موسوعية الفارابي "المعلم الثاني" في معالجة المادة المتنوعة المدروسة بين يديه تثير الدهشة، وخاصةً قابلية فكره على التركيب وطموحه للوصول إلى المبادئ، إلى العلل الأولى، والجمع بين المعلومات المتفرقة في لوحةٍ واحدةٍ. ويمكن تفسير تعدد اهتمامات الفلاسفة وموسوعياتهم في فترة الخلافة العربية الإسلامية إلى ظروف موضوعية تميزت بها تلك الفترة، حيث توفرت الظروف للعمل العلمي من خلال إقامة المكتبات، وإقامة نظام لرعاية العلوم المختلفة من قبل الخلافة، وهذا جعل العلماء في تلك الفترة، يطلبون العلم والدراسة والبحث والاجتهاد لا البريق الثقافي المبتذل الخارجي، والوصول إلى مستوى علمي عالٍ ومعارف حرفية خاصة متنوعة والطب خاصةً. وما أبعدنا اليوم عن هذا النهج في العديد من الحالات.
لقد تميز الأسلوب الفلسفي والعلمي لأبي نصر الفارابي "المعلم الثاني" بالعقلانية والثقة بأن العقل البشري قادر على حل ليس مشاكل الوعي فحسب بل قضايا الأخلاق والسياسة. وعلى الرغم من عدم إدراك الفارابي لظروف وجود الإنسان المادية وتأثيرها على العقل للأفراد وعلى الوعي الجماعي، ومثالية توكله على العقل، فإن عقلانية الفارابي المتطرفة تنطوي على نواة سليمة لا تتوافق والغيبيات، والهيمنة السلفية الرجعية والأصولية، والوسائل التسلطية لبناء المجتمع الإنساني، ولهذا كان للفارابي أثر كبير في التطور اللاحق للفكر الفلسفي الإنساني التقدمي. فكم نحن بحاجة إلى فلاسفة من هذا النوع في عصرنا الحاضر حيث يجري تفريغ العقل الجماعي لشعوب بأكملها بمفاهيم التسلط السياسي والديني الرجعي والأصولي والذي يقضي على كل إمكانيات الإجتهاد والبحث والقدرة على تغيير الواقع السيئ المعاش من خليجنا الى محيطنا.
لقد امتازت فلسفة الفارابي العقلانية بالانتظام والاتساق المنهجي ليصل بالقضايا الفلسفية العامة في نهاية المطاف الى مستوى منهجي عقلاني من أجل الكشف عن وسائل وأشكال معرفة الواقع، وطرح أساليب ووسائل تطورت نحو الأفضل والأعلى والأرقى، وامتاز الفارابي بتوجهاته المنهجية من خلال تطبيقها العملي، لدائرة عريضة من الموضوعات، مثل الشعر والفن والفيزياء والرياضيات، الفلك وعلم الجبر، الموسيقى، الطب والأخلاق. وأكبر مثال على ذلك عمله " كتاب الموسيقى الكبير". وفي تعامله مع مفهوم الحقيقة أكد الفارابي بأنه لا يمكن في البداية إدراك الحقيقة دائما بكل أعماقها، ولذلك يجب صونها من الإبتذال والتسطيح . ومع ذلك كان يؤكد بأنه ينبغي النظر إلى الأطر الصارمة للمسموح به، وإلى بعض التعصبات المعينة وخاصةً الدينية، بإعتبارها من "قواعد اللعبة" . ولذلك نرى في أسلوب الفارابي لجوءه في بعض الأحيان إلى الرمزية والتي لا تصل إلى حد الإبهام، بل تمتاز رمزيته بالشفافية وهذه الرمزية لها ما يبررها، وخاصةً في تلك الفتره حيث سادت ظروف التعصب الديني وخاصة عندما كانت نعمة الموهوبين

ثانياً  ابن رشد
ذكرت موسوعة ويكيبيديا وغيرها : أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (1126م - 1198م) (520هـ- 595هـ ولد في قرطبة هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاضي، وفلكي، وفيزيائي مسلم. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيباً له ثم قاضياً في قرطبة  تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضين له بالكفر و الإلحاد ثم أبعده أبو يعقوب يوسف إلى مراكش وتوفي فيها (1198م
وله أعمال ملحوظة منها : مبدأ القصور الذاتي، رفض مبدأ فلك التدوير، أبو الفكر العلماني في الغرب ، دراسة مرض باركنسون، مبدأ الوجود قبل الجوهر، دراسة الخلايا المستقبلة للضوء، دراسة الأم العنكبوتية، تسوية الخلاف بين الدين والمنطق، تسوية الخلاف بين الفلسفة والدين، تسوية الخلاف بين الفلسفة الأرسطية والإسلام .


فلسفة ابن رشد
يرى ابن رشد أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة وكما مر ، فإن فلسفة ابن رشد بدت بوجه حاول فيه أن :
أولاً : يؤاخى بين الدين والمنطق
ثانياً يؤاخى بين الفلسفة والمنطق
ثالثاً : تسوية الخلاف بين فلسفة أرسطو والإسلام .
قدّم نظرية أو موقف متميز وخاص ومهم في مسألة العلاقة بين الشريعة والحكمة أي بين الدين والفلسفة وذلك في كتاب "فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال"، المسألة التي شغلت جميع الفلاسفة من الكندي، الفارابي، الغزالي، ابن سينا، وابن رشد. والغزالي وحده اعتقد أن الفلاسفة يخرجون عن الدين عندما كفّرهم في قضايا ثلاث وبدّعهم في سبع عشرة أخرى. إذ يستأنف ابن رشد موقف الكندي مع شيء من التعديل ويقول أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، أي لا اختلاف بين الأمرين (الشريعة والحكمة)، وإذا كان هناك من تعارض فالتعارض ظاهري بين ظاهر نص ديني وقضية عقليه، ويرى بأن حله متاح بالتأويل وفقا لقواعد وأساليب اللغة العربية ، وقد أشار إلى شىء من هذا الدكتور عبد الحليم محمود فى كتابه الإسلام والعقل .
لم يكن ابن رشد شارحا للفلسفة فحسب، بل إنه كان فيلسوفا أيضا، بل يمكن القول بأنه كان واحدا من أكبر الفلاسفة الذين تمثلت فى فكرهم وإنتاجهم خصائص التفكير الفلسفى... وقد كان لزاما على ابن رشد أن يبين – فى معرض رده على الغزالى – أن الدين لا يتعارض مع الفلسفة، ولم يكتف فى إيضاح ذلك بما كتبه فى تهافت التهافت بل إنه ألف كتابين آخرين يعالج فيهما هذه القضية من الناحيتين النظرية والتطبيقية: مناهج الأدلة فى عقائد الملة، وفصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال... حيث أوضح أن الفلسفة لا تغنى عن الشريعة كما أن العقل وحده ليس كافيا دونها، بل إن العقل نفسه لا يرى بدا من التسليم بضرورة الوحى لأن الشريعة هى التى ترسم أكمل الطرق إلى سعادة الدنيا والآخرة


 ((مطابقة الحكمة للشرع وأمر الشريعة بها)) هذه العبارة لابن رشد تعبر فى إيجاز بالغ عن حقيقة موقفه من هذه القضية، وقد أفرد هذه القضية ابن رشد بالبحث فى تأليف مستقل مشهور وهو فصل المقال، وتناول موقفه منها عامة من درسوا فكره وفلسفته، والذى يعنينا فى مجال دراستنا هو مدى تأثير موقفه التوفيقى بينهما على منهجه فى التصنيف، بداية من مناقشة هذه القضية من الناحية النظرية فى تأليف خاص، ومرورا بالتناول التطبيقى لها فى نقده للمواقف الكلامية للمتكلمين خاصة الأشعرية والمعتزلة، ومحاولة وقوفه موقف كلامى نقدى فى ضوء هذا الموقف التوفيقى، وذلك فى كتابه مناهج الأدلة، وانتهاء بآرائه التفصيلية فى القضايا الكلامية والفلسفية المتأثرة فى جانب منها بذلك الموقف كرأيه فى أدلة وجود الله، وموقفه من مبادئ الشرائع وأنه لا ينبغى تناولها بالبحث، وموقفه من المعاد وهل هو روحانى أو جسمانى وتفهمه لموقف الفلاسفة منه ومحاولة تبريره من الناحية الدينية بعد قبوله له من جهة العقل، إلى غير ذلك من الوجوه التى ستظهر عند تناولنا التفصيلى لمنهج التصنيف عنده.
والحقيقة أن بعض مؤرخى الفلسفة يرونه فيلسوف التوفيق بين الدين والفلسفة على التحقيق، وقد ألف رسالته المشهورة ((فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال))، للتوفيق بين الدين والفلسفة وخصوصا فى المسائل التى كفر الغزالى فيها الفلاسفة، كما ناقش فى رسالته ((ضميمة فى العلم الإلهى)) حكم النظر فى الفلسفة وعلوم المنطق من جهة الشرع، حيث يرى أن الفلسفة ليست شيئا أكثر من النظر فى الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع، والشرع قد ندب إلى هذا وحث عليه فى غير ما آية من كتاب الله تعالى، ولكن ابن رشد جعل النظر بالعقل فى الموجودات الذى أوجبه الشرع هو منطق أرسطو فيقول: وإذا تقرر أن الشرع قد أوجب النظر بالعقل فى الموجودات واعتبارها، والاعتبار ليس شيئا أكثر من استنباط المجهول من المعلوم، واستخراجه منه، وهذا هو القياس (يعنى القياس العقلى)، فواجب أن نجعل نظرنا فى الموجودات بالقياس العقلى... فإنه كما أن الفقيه يستنبط من الأمر بالتفقه فى الأحكام وجوب معرفة المقاييس الفقهية على أنواعها... كذلك يجب على العارف أن يستنبط من الأمر بالنظر فى الموجودات وجوب معرفة القياس العقلى... فبيِّنٌ أنه إن كان لم يتقدم أحدٌ ممن كان قبلنا بفحص عن القياس العقلى وأنواعه أنه يجب علينا أن نبتدئ بالفحص عنه، وأن يستعين فى ذلك المتأخر بالمتقدم حتى تكمل المعرفة به، فإنه عسير، أو غير ممكن أن يقف واحد من الناس من تلقائه وابتداء على جميع ما يحتاج إليه من ذلك، كما أنه عسير أن يستنبط واحد جميع ما يحتاج إليه من معرفة أنواع القياس الفقهى، ويؤكد ابن رشد بعد ذلك على وجوب النظر فى كلام المتقدمين ونقده فإن كان صوابا قبلناه منهم، وإن كان فيه ما ليس بصواب نبهنا عليه فلم يدع ابن رشد إلى تقليد أحد، أو النظر بناء على منطق أرسطو أو غيره كما اتهمه بذلك بعض الباحثين

إن نظرية المعرفة كما كان يفهمها ابن رشد تعتمد على أن النفس عقل فعال لا يحتوى فى جوهره على أى شىء بالقوة، فالعقل المادى إذن ليس إلا مظهرا من مظاهر النفس التى تتصل بالبدن، وليست نظريته فى المعرفة نظرية أفلاطونية محدثة بحال ما وقد سبقت الإشارة إلى أن خلاصة نظرية المعرفة الرشدية تقوم على أن المعانى أو اسم الصور العقلية للأشياء لا تهبط من السماء، وإنما تصعد من الأرضإن أجيز هذا التعبير – بمعنى أن المعرفة الإنسانية ترجع فى أصولها إلى الأمور الحسية، فإن هذه النظرية تتجلى واضحة فى كل مصنَّفات ابن رشد، والتى تتجلى فيه النـزعة العقلية والواقعية، حتى فى رصده ونقده للمناهج النظرية يبنى ذلك – ضمن ما يبنيه – على مدى تأثيرها ونجاحها فى الواقع، ومن ثم فقد حكم مثلا على مناهج المتكلمين الجدلية بالفشل لعدم مناسبتها فى الواقع للجمهور



الخاتمة

هذه إطلالة سريعة على حياة رجلين من الفلاسفة الكبار وهما الفارابى ، وقد كان الحديث حول تعريف بسيط عنه ، ثم منهجه فى فلسفته ، ومكانة تلك الفلسفة بين فلسفة أمثال أرسطو وأفلاطون ، وكذلك موقفه من فلسفة الآخرين .

لقد جاءت فلسفة الفارابى وابن رشد واحدة من الفلسفات التى قامت لترد على الفلسفات غير الإسلامية والتى كانت لها نظرة غير واقعية وغير صحيحة حول الإله والموجودات .

ولقد ضرب الرجلان أروع الأمثلة فى محاولة تضييق الهوة بين الفلسفة والدين ، صحيح أن زلاتٍ ما حدثت ، أشار إليها امثال الإمام الغزالى رحمه الله تعالى لكن هذا لا يخفى بحال من الأحوال محاولة الرجلين فى أسلمة هذا العلم  .
من ناحية أخرى ، فإن الموقف الصحيح من مصطلحات الفلاسفة ، ليس اللرفض المطلق وإنما قبول الصحيح الموافق للفطرة ، واستخدام نفس المصطلحات لا يعنى قبول كل ما ذهب إليه الفلاسفة  ،من هنا فإن الاتمام تنظيف هذه الآراء مهم جداً ، لأنها لسان ولغة وطريقة تفكير مثيرين ، وهى المدخل القرب لهم، فلا بد من الوقوف عليها وممارستها معهم بالطريق الذى لا يتعارض وأصول الدين .

المراجع
1-المدينة الفاضلة للفارابى
2-الفارابى المعلم الثانى ، مقال بموقع موهوبون
3-منطلقات الفلسفة عند الفارابى , خليل أندرواس
4-الإسلام والعقل للدكتور عبد الحليم محمود
5-ويكيبيديا الموسوعة الحرة
       

تعليقات

  1. je veu savoirs s il vous plait quel sont les theories utiliser par EL FARABI dans son livre EL HUROUF chapitre 25
    merci

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد