محمود طراد يكتب :://السلفية والمدخلية



لم تكن علاقتى بهم كبيرة حتى وجدت بعضا منهم يطعن فى بعض الدعاة والعلماء منذ سنين ليست بالكثيرة ، وفى كل مرة أجد أحد أتباع المدرسة المدخلية يلقى ببعض التهم على بعض الدعاة والعلماء فكرت فى تتبع هذا المنهج وما سر اعتقادهم مثل هذه الاعتقادات خاصة وأنى قد تعلم فى مرحلة الدراسات العليا أن قراءة أفكار الرجال توفر عليك الكثير ، وأنا أتكلم الآن لا من منطلق كونى أنتمى إلى مدرسة سلفية معينة ، لا أنا لا أنتمى لأى مدرسة كانت إلا مدرسة الإسلام الواسعة فالحكم علىّ لا يكون إلا من خلال قولى وما أعلن اعتقاده لا من خلال ما تعتقده مدرسة ما .
وقد كتبت عن كثير من الأفكار المنسوبة إلى الإسلام وغير الإسلام .
المداخلة " كما يسمونهم معارضوهم " فئة تبعت فكر شيخ ما يسمى بمحمد أمان الجامى نزيل الجامعة الإسلامية ، والذى اختلف مع بعض العلماء فى مسألة خاصة بدخول الجنود الأمريكان إلى جزيرة العرب ، ومن يومها وانتشر أمره .
يرى المداخلة أن العالم من أهل السنة لو أخطأ فى مسألة من المسائل يرى المداخلة بدعيتها ولا إجماع على ذلك أسقطوه بالكلية ولا ذكر لحسناته لأنهم يرفضون ما يسمى بعلم الموازنات ، مع أن ذلك مخالف لما عليه أهل السنة – يرى المداخلة أنه لو قال أحد بقول ما يوافق مثلاً قول الخوارج فيه أو المعتزلة أو غيرهم فهو منهم أى يقال عنه  خارجى ليس من أهل السنة ، مع أن الخوارج أنفسهم لا يقبلون الرجل لأنه لا يوافقهم فى أصولهم بل أصولهم هى نفس أصول أهل السنة والجماعة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
- المداخلة يرون أنه لا فرق بين المسائل الاجتهادية وغيرها ، فطالما لم تقل بقولهم الناتج عن اجتهادهم ، فلن تعدم همزاً ولمزاً وإسقاطاً ، فالرأى رأى القوم ولو فى الاجتهاد .
- المداخلة انقسموا إلى أكثر من مدرسة بعد اتفاقهم على أصول ، فها هو الحداد المصرى ينشق ليكون مدرسته الخاصة بعد أن كان جزءاً من المدرسة الأولى وغير ذلك كثير .
المداخلة يفسرون كثيراً من الكلمات بالمقصود " بمعنى أنهم يقولون إنه يقصد كذا " فيدخلون أنفسهم فى النيات رغم أن ظاهر الكلام ليس بالضرورة يعنى ما يقولون ، ولذا حكموا مرة على الشيخ الحوينى بأنه يكفر بالكبيرة للفظة لا تحمل هذا أصلا فرد الرجل عليهم فى كلمات مشهورة .
من قال بأن الرجل إذا كان على أصول أهل السنة ثم خالفهم فى مسألة اجتهادية لو سألتهم عن نص فيها لم يجدوا فإن خالفهم أخرجوه من أهل السنة والجماعة ، كمثل الانتخابات فى تولية الحاكم ، من قال بها فهو مبتدع ومن مارسها فهو يمارس بدعة !!! هم يقولون ذلك وإن سألتهم عن النص الذى حدد لنا طريقة معينة فى اختيار الحاكم لا يحيرون إليك جواباً .
إن سألتهم عن السياسة ، ظهر لك من أول وهلة أنها فى جانب والدين فى جانب آخر ، ويسألونك : هل النبى صلى الله عليه وسلم اعتنى بالسياسة ؟ وهل الصحابة اعتنوا بالسياسة ؟ ناهيك عن الكلمات التى سقط فيها شيخهم ربيع وهو يتكلم عن الصحابة الذين – من وجهة نظره – لم يتعلموا أن يمارسوا السياية بل منهم من باء بالفشل فيها ولم ينجح ، ذلك رغم أنه لم يقل أياً من الأحداث التى يقصدها .
المداخلة لا يستفسرون عن الألفاظ المجملة رغم أن أهل السنة لا يحكمون إلا بعد الاستفسار ، فإن قلت : ليس من حق أحد أن يحاسب أحداً قيل لك : إنك تسقط الحدود وتنادى بحذف العقوبات التى فرضها الشرع .
المسائل الاجتهادية هى ذاتها المسائل الأصولية عندهم فإن خالفتهم فى مسألة اجتهادية (فيا ويلك ) .
إنها حزبية جديدة وجماعة بلا جماعة وتنظيم بلا تنظيم ، عصبية لأشخاص ، ومجموعة من الكتب التى تم حشوها بقاموس من الشتائم والسباب ، وهل كان هذا من أخلاق السلف !
ما هكذا تورد الإبل أيها الناس ، وإن من أغرب ما سمعت ممن ينسبون إليهم ممن أتقنوا واحترفوا الطعن فى علماء السنة لمخالفتهم لهم فى أمور لا نرى فيها نصاً قاطعاً ولا إجماعاً وهى اجتهادية ، أنه لا ينبغى أن يوضع الدستور تحت الاستفتاء لأن الشريعة لا توضع تحت الققبول والرفض .
أو لم يعلم ذلك الرجل أن هناك مصالح ومفاسد ومآلات تحكم الفتاوى ؟ فإن قلنا للناس لا تخرجوا للاستفتاء ، فإن كان فيه شرع ساعد ذلك على إسقاطه وإن كان فى الدستور الموضوع علمانية وفساد ساعد عدم الخروج على رفعتها والعمل بها ، وساعتها سيحكم البلد علمانيون لا يريدون تحكيم الشريعة ولا يريدون للإسلاميين في البلد حياة .
ولن يستطيع هؤلاء الذين يقولون إن دورنا الدعوة وفقط ولا حاجة لنا بالسياسة أن يمارسوا الدعوة أصلاً .. لن يستطيعوا لأن الحاكم العلمانى أو غير المسلم ساعتها سيفعل بهم الأفاعيل .
أو لم يقرأ هؤلاء قصة قال فيها رسول الله صلى الله ( حتى لا يقول الناس إن محمداً يقتل أصحابه ) ؟
فالأمور والأحكام محكومة بما ستئول إليه ، أسأل الله أن يرزقكم فهم وفقه الواقع الذى خلقه الله تعالى وتخطئون من قال بأن له فقها ، هذا إن دل فإنه يدل على أن عقول حضراتكم قد تم حشوها بمعلومات كثيرة دون أن يكون مع هذه المعلومات آلية إعمالها .. فاستقيموا يرحمكم الله






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد