الرد على منكري عذاب القبر
أولا: تنبغي الإشارة إلى أن منكر عذاب القبر إما رجل على غير دراية بالأدلة فهذا تنفعه هذه الكلمات بإذن الله تعالى، أو أنه رجل ملحد متسخف فإن جئته بألف دليل طعن فيها ولم تنفعه النصوص فهذا لا تضيع وقتك معه بطول النقاش
ثانياً: الأحاديث الوادرة في عذاب القبر كثيرة لكن منكري عذاب القدر يوجهون لك طلباً بأن تذكر لهم آية في القرآن الكريم تدل على عذاب القبر لأن النصوص التي في السنة قد تكون ضعيفة أو إننا لا ندري هي هي صحيحة أم لا أو يقول لك " وأنا اي ضمني أن الأحدايث دي وصلت لنا بطريق صحيح "
وللرد على هذه الفئة نقول:
- أولاً إن الله تعالى يقول: وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة " والحكمة هنا هي السنة
- قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا إني أوتيت القرآن ومثه معه" وليس المقصود مثله في التلاوة لأن التلاوة خاصة بالقرآن كما نعلم، ولكن مثله في الأحكام والأخبار والتشريع
- إذا سرنا خلف طعن هذا الملحد أو المتشكك في أحاديث عذاب القبر فإن نفس الطعن يمكن أن نقوله على جميع الأحاديث كلها وبهذا لا يبقى لنا دين، بل حتى القرآن الذي يدعي أنه يؤمن به لو نقده بنفس الطريقة وقال: وأنا إي ضمني إن القرآن وصل إلينا ولم يحرف " عندئذ لا يبقى له دين يتعبد به
- طريقة التعامل مع النصوص النبوية تكون بأخذها من الكتب الموثوقة التي اتفق العلماء على صحتها ومعلوم أن الأمة أجمعت على صحة كتابي البخاري ومسلم فإن جئته بأحاديث البخاري ومسلم وقال لك لا أثق فيهما فلا تكمل النقاش حول عذاب القبر لأنه ينكر السنة أصلا والنقاش حول عذاب القبر هي وسيلة ليشككك في بقية الدين
- أهل الحديث كالبخاري ومسلم أجمعت الأمة على تخصصهما في نقد سند الأحاديث والعلم يفرض على كل إنسان أن يقبل العلم من المختصين فإن قال لك ما أدراني أنهما متخصصان فقل له عدم علمك بالوجود ليس دليلاً على عدم الوجود فقد نقل كلامهم لنا بتواتر أجيال عن أجيال من العلماء المتخصصين
رابعا: من الأدلة العقلية على إمكانية عذاب القبر، أننا ننام جنباً إلى جنب ولا نرى ما يحدث لنا في نومنا فالله قادر على أن يحدث للإنسان وهو ميت نعيم أو عذاب دون أن يراه الناس أو يسمعوه.
رابعا: إلى الأدلة القرآنية طالما أن هذا المنكر يطالب بأدلة قرآنية:
الدليل الأول: قوله تعالى: " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" هذه الآية تؤكد أن الملائكة عن سكرات الموت تعذب الذين كفروا، فاسأل هذا المنكر وقل له إذا كنت تصدق هذه الآية بعقلك وأن الملائكة تضرب الذين كفروا على وجوههم وأدبارهم وأنت جالس في المجلس لا ترى لذلك أثراً فإنه لا مانع عقلاً إذن أن يكون نفس العذاب في القبر، أم إن قال لك لا أصدق الآية فلا تكمل الحديث
الدليل الثاني: في سورة غافر يتكلم الله تعالى عن فرعون وقومه وأنهم يعذبان مرتين إحداهما المرة الأخيرة في القبر ومرة أخرى قبلها فهل المرة الأخرى التي قبل الآخرة كانت في الدنيا؟ بالطبع لا لأن الله يقول: " النار يعرضون عليها غدواً وعشياً " هذا هو العذاب الأول " ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"
ملحظ: إذا كان الله تعالى يقول أنهم يعرضون على النار كل يوم قبل يوم القيامة وهذا مستحيل أن يكون في الدنيا فلا يبقى إلا أن يكون في القبر
الدليل الثالث: قوله تعالى: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثبت في الحياة الدنيا
في رواية مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " قال : " نزلت في عذاب القبر ، فيقال له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله عز وجل : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة
فإن قال لك لا أعترف بالإمام مسلم في تفسير الآية فقل له ما أصح كتب السنة التي وردت إلينا فإن قال لك البخاري فقل له إن عذاب القبر منقول في صحيح البخاري فإن قال لك ولا البخاري أثق فيه فاعلم أن نقطة الخلاف ليست إنكار عذاب القبرولكنه إنكار السنة جميعها
الدليل  الرابع ؟ قال ترجمان القرآن "ابن عباس" ـ رضي الله عنه ـ في تأويله لقوله تعالى: { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الطور: 47
قال: إنكم لتجدون عذاب القبر في كتاب الله{ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ
الفاء في اللغة العربية للتعقيب والله تعالى قال عن قوم نوح
أغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً " ولو كان المقصود عذاب الآخرة الذي هو بعد الحساب لما ذكر حرف الفاء لأنه لا يفيد التراخي
أدلة من السنة
ففي المتفق على صحته من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها ، فقال : " إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها ".
وأخرج البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه، من حديث عائشة رضي الله عنها : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر ، فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : " نعم ، عذاب القبر حق " قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر"
وعن أبي هريرة ،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر ، فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر المسيح الدجال "

وفي رواية: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم". [متفق عليه، واللفظ لمسلم]

أخيرًا " إن الله تعالى جعل الدور ثلاثا: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار.. وجعل لكل دار أحكاما تختص بها.. جعل أحكام دار الدنيا على الأبدان، والأرواح تبعا لها.. وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبعا لها.. تجري أحكام البرزخ على الأرواح؛ فتسري إلى أبدانها نعيما أو عذابا، كما تجري أحكام الدنيا على الأبدان فتسري إلى أرواحها نعيما أو عذابا.. فأحِطْ بهذا الموضع علما، واعرفه كما ينبغي يزل عنك كل إشكال يرد عليك"

#محبكم
#محمود_طراد

تعليقات

  1. مختصر وجميل يسلم قلمك

    ردحذف
  2. Pragmatic Play's 2021 Casino Awards Winners
    Pragmatic Play 울산광역 출장안마 2021 Casino Awards Winners 공주 출장마사지 · Red Tiger Casino 보령 출장샵 · 영주 출장샵 Golden 의정부 출장마사지 Tiger Casino · LeoVegas · Playstar Social Casino · Live Blackjack · Slots

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد