عاطف أسلم أمامى



ربما عاطف كرستيان ؟ سألت نفسى هذا السؤال وقد رأيت رجلا قال أنه شماس بالكنيسة ، دخل عاطف وحده " هل الأستاذ موجود ؟ " سألنا عاطف .

" انتظر هو على مقربة من الحضور " كان قد اتصل وأخبرنى بذلك .

وبعد قليل حضر ودخل عاطف تلك الحجرة ، حيث يدور الحديث حتى نادى الشيخ علىّ ...

دخلت فسألنى عن آية فى سورة طه ، لا أذكرها الآن !! فأخبرته بها وفتحت المصحف على موطنها وأعطيت المصحف لعاطف الذى مد يده وكانت مربوطة برباط ضاغط .. شفاك الله يا عاطف قلت ذلك فى نفسى ولم أكن وقتها أعلم أن عاطف لم يكن مصابا وإنما كان يخفى الصليب الذى رسم على يده منذ أن كان صغيراً .

ما أمر تلك الآية ؟ سألتهما فأخبرانى أنها آية يحبها ذلك النصرانى عاطف .. عفوا أعنى الذى كان نصرانيا ، وهنا علمت القصة .

وانتظرت بالخارج أمارس عملى على مكتبى حتى نادى الشيخ أبو إسلام وقد خرج عاطف لكن لا يزال ينتظر بالخارج !! ترى ما الأمر كان الموضوع هو طلب من الشيخ بأن أذهب مع عاطف إلى الأزهر لإشهار الإسلام سأقوم بالشهادة على إسلام عاطف .. يا الله نشوة عظيمة وفرحة كبرى لكن نحتاج إلى رجل آخر ففى الأزهر يشهد اثنان على إشهار الإسلام فى هذه الحجرة الصغيرة التى يدخلها العشرات يومياً ليشهروا إسلامهم على يد " جمال موظف المكتب " . هنيئا لك أيها الأزهر لتغفر لك خطاياك .

خرج الأستاذ ياسر منصور " وكان موظفا معنا " فى تلك الرحلة الجميلة وجنباً إلى جنب وكتفا إلى كتف سرت مع عاطف .

لأول مرة فى حياتى أسير بجوار نصرانى بهذا القرب وقد عاهدت نفسى أن أسأل أى نصرانى يسلم ما سر إسلامك .

بدأت بعاطف .

فأجاب : "والله الموضوع مجاش مرة واحده دار فى ذهنى موضوع التثليث وإن هو ثلاث آلهة ولا واحد وازاى واحد فى ثلاثة موضوع عقلى مش قابله غير أنى فعلاً مش لاقى المسيح الرب فى الكتاب زى محنا بنؤمن إنما شايف يسوع العبد الضعيف إللى مش عارف يعمل حاجة وملهوش قدرة على حد ".

تذكرت قول السيد المسيح فى الإنجيل " لا أستطيع أن أفعل من نفسى شيئاً " صدقت يا عاطف كنت أخفى على عاطف أنى على دراية كبيرة كافية " والحمد لله " بالكتاب الذى يقدسه النصارى " فضلت أن يتعامل معى كمسلم عامى عادى حتى لا يخفى شيئا .

سألت عاطف عن الرشم .

وعملية الرشم هذه تتم بدهن الشخص الذى يدخل النصرانية فى مواضع فى جسده وان شئت قل فى جميع جسده على هيئة معينة فى الرجل والمرأة والطفل وغير ذلك ...

" سمعت عن شىء فى النصرانية يسمى بالرشم " وجهت السؤال لعاطف :

شرح لى ما هو الرشم فى المسيحية فأعدت السؤال ماذا عن المرأة التى يقوم البابا برشمها ؟

كيف يكشف جسدها ليرشمها البابا هل هذا جائز فى المسيحية ؟

جاءت إجابة عاطف بالإنكار لكن مع شىء فى وجهه !! أرى أنه غضب لأن هذه الفكرة مأخوذة عنهم لا أدرى هل لأنها صحيحة فلا تزال الطباع فى عاطف لم تتغير بالكلية أم أنها بالفعل خطأ فى معلومة ؟...

لكن لا أنكر أن عاطف كان سعيدا بالحوار .. سعيداً لأنه كان يقترب لحظة بلحظة من اقتراب موعد إشهار إسلامه ... لكن الطريق طويل لن تفلت منى هذه الفرصة لأسأل عاطف أسئلة أخرى لكن ماذا أسأل وعن ماذا أتكلم ؟

- عاطف ماذا تعمل ؟

- شماس وكهربائي

-.. كيف الحال الآن بعد الإسلام ؟

- علم النصارى الذين معى بإسلامى فبدؤا فى اضطهادى حتى يبعدونى عن العمل.

-تعجبت ...لكن من المفروض إن إسلامك لسه سر !!! إزاى عرفوا .

-قال : رأونى أصلى فى العمل بصلاة المسلمين ؟

-وهل علم أحد غيرهم ؟ لا ...

- زوجتك ؟ بناتك ؟

-لم يعلموا حتى الآن .

-إذا ماذا ستفعل الآن يا عاطف بعد أن تنوى أن ترجع إلى بيتك ؟؟

-والله هم شاكين لأنى دايما بأكلمهم عن الإسلام ولكن ليس بصورة واضحة فالموضوع لكن يكون فجأة بعد أن كانت زوجتى ترانى وأنا أقرأ فى المصحف .

-لكن من الممكن أن تخسر زوجتك ؟

أكيد ممكن ولكن هذا لا يمنعنى من إسلامى وإشهار إسلامى .

فى الأزهر دخلت على جمال " الموظف " أعطانى وثيقة التعارف عن الشهود والمسلم الجديد وهنا رأى عاطف ما كان يظنه .

فى خانة العمل فى التوثيق رأى ما كتبت :

حاصل على ليسانس دعوة إسلامية ، فأدرك لماذا كانت الأسئلة جعل يضحك ويضحك ويضحك "دانا ماشى مع شيخ بقى " .... تمت القصة وأسلم عاطف وأشهر إسلامه وأمام عينى على مكتب الموظف المختص قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .

كاد عقلى يطيش من الفرحة بعد أن سطر التاريخ بعد الملائكة شهادتى على إشهار إسلام عاطف .. ألف مبروك يا عاطف .

لكن لم ينتهى الحوار .

ماذا ستفعل الآن ؟ سأقوم بعمل عملية خفيفة لمسح الصليب .

بعد أن كان عاطف يؤمن كل الإيمان بأن يسوع هو الرب الذى افتداه على الصليب الآن علم أن الله لا يموت وليس هو يسوع المصلوب فالمصلوب ملعون كما تقول التوراة فكيف يكون الله ملعوناً !!؟

ماذا ستفعل الكنيسة مع عاطف ؟ إذا كان الارتداد فى الإسلام يستوجب القتل " "من بدل دينه فاقتلوه " فماذا ستفعل الكنيسة بعاطف ؟

عاطف يقول أن الكنيسة لا تقتل من يرتد وهذا ليس من الدين فى المسيحية . ماكنت أعلم أن شماساً بالكنيسة لا يحفظ النصوص الأساسية فى التوراة والإنجيل أو العهد القديم والجديد .. كانت مفاجأة لعاطف لما قلت له ... لقد أخطأت يا فتى !!

المسيحية تقتل الذين يسلمون ... أنكر عاطف وقال" لا لا مش فى المسيحية "

-ولو جبتلك الدليل ؟

تعجب عاطف من الجرأة التى ظهرت على ولم يكن يعرف أن ليسانس الدعوة الإسلامية ليس معناه الدراسة الإسلامية وفقط ، ولم يكن يعرف عاطف أنى مقدم برنامج" قراءة فى العهد الجديد للرد على النصارى بقناة الأمة ".

فاجأ النص عاطف :

"والرجل أو المرأة الذى يذهب ويعبد آلهة أخرى ويسجد لها أو للشمس أو للقمر أو كل من جند السماء يخرج ويرجم بالحجارة حتى يموت والقرية التى تعبد آلهة أخرى يضرب سكانها بحد السيف .

لأول مرة أسمع النص ده !!!

النص موجود فى سفر التثنية فى العهد القديم يا بطل وفى إنجيل متى قال السيد المسيح " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأتمم .

سيول من النصوص أنزلتها على رأس عاطف المسلم .. لم يكن بالفعل يعرف حقيقة المسيحية رغم أنه مسيحى شماس بالكنيسة ، بعد أيام وتعليم كان سينتقل عاطف إلى درجة البابا فى الكنيسة ولكن الحمد لله .

كان عاطف صورة حية من المجازف ببناته وزوجته بعد إسلامه رغم أنه سيخسر الزوجة والمال والعمل

..... سافر عاطف إلى بلده بعد أن تبادلنا أرقام الهواتف .

ولكن السؤال الذى يدور فى ذهنى الآن هل سيجد عاطف من المسلمين ما يعوضه عن زوجته وعمله مع النصارى ؟ أم هل سيفاجأ بخيبة أمل من بعض من يراهم عاطف فى مقتبل حياته ؟ نعم فى مقتبل حياته فقد أصبح عاطف مولوداً جديدا بعد أن غفرت له جميع خطايا ... يا بختك يا عاطف .

نسيت أن أخبركم عاطف ليس عاطف كريستيان .. فعاطف كريستيان رجل آخر أسلم على غرف البالتوك لأن القس "بسيط" تهرب من مناظرة الأخ وسام حفظه الله تعالى .

تعليقات

  1. ربنا يزيد ويبارك اللهم اهنا واهد بنا

    ردحذف
  2. بارك الله فيك ونسال الله ان يعلمنا وندعوا هؤلاء الى مائده الاسلام

    ردحذف
  3. من كان يتأمل ويرغب بالدين القيم أعتقد أنه لن يبالى بمن لا يتبع تعاليم الدين (القيم) وسيكون هو باذن الله قدوة حسنة لكثير من الناس ، جزاك الله يا أستاذ محمود كل خير فأنت تشرح صدورنا
    أسامه أيوب

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد