قصيدة خذ التأشيرة .. رسالة إلى الشاعر هشام الجخ ... لمحمود طراد

تعال هشام واسمعنى وخذ تأشيرة السفرِ

وحقق ما تمنيتم هناك هشام فى الصغرِ

سأبحر عندما أكبر

ألييست تلك قولتكم ، حكايتكم هناك هشام فى السمرِ

جميل أن تسامرتم

وإن لبست حكايتكم لباس الليل والسهرِ

فلا تغضب ولا تيأس وخذ تأشيرة السفرِ

ولى شرط عليك الآن تسمعه بلا ملل ِ

ستبحر عن طريق البحر بالقدم ِ

لتنظر كل جاءت به الأخبار عن قربِ

لتحفظه بلا همل ِ

ولكن ليس من ليبيا

وليس هناك فى سوريا

ولا الصومال

ولا تتمن يا صاحى بأن تغزو إلى السنغال

ستبدأ من مدينتكم هنا فى مصر

لتحكى ما تعلمتم بهذا القصر

لتذكر أى أقوال سمعتم عن التاريخ

ولا تعجب

فسوف تحس يا مسكين أنك كنت تعيش فى المريخ

وانك كنت تسمع عن حكايات وخيلات

وأن الجيش والأجناد لم ترقى سوى كذبات

او انكمو تعلمتم ولكن تلك ليست مصر

وإلا أين راح النصر ؟

تعال هشام واسمعنى وخذ تأشيرة السفر

تعال هشام واسمعنى وصحح ما تعلمتم

وحرق ما تبقى من وريقات ِ

ولا تصرخ ولا تسمعهم الصرخات والصيحات ِ

لقد اخشى من الأعداء أن تبدو شماتتهم من النظرات

تعال هشا واسترحوا هنا .... فى منزلى قبل الرحيل

فلعلكم ان تغنموا الزاد القليل

ان المشقة لا تزول ... والطريق طويل

فى مصر شعب طيب عانى الكثير

لكنه المجروح ... يا ولدى له جرح كبير

فى ثورة أو قل كما قال القليل هى انتفاضه

هى مثل أمى مثل أمك حين ثارت عند طلقات الولادة

شعب يريد كرامه

اليوم يخرج ثائراً ويريد أن ينهى ظلامه

لكن وتلك نصيحتى

الشرع يحكم عقلكم ..... والشرع قال كلامه

" إن استطعتم دون سفك دمائكم لا ترجعوا "

لكن وإن سالت دماء فوق تلك الأرض لا تتعجلوا

وبما يقول نبيكم فاستمسكوا :

قال : اسمعوا وأطيعوا .... فإنما عليكم ماحملتم وعليهم ماحملوا

هشام .... سأظل أمسك فى يدى تأشيرتك

وبعد تلك الفترة الصعبة ...

حتما سأوصلها بنفسى فى يدك

تحياتى ... وبعد الأزمة نكمل الرحلة

محمود طراد