إلى من فهم موقفنا خطأ مما يحدث فى ميدان التحرير
من محمود طراد إلى من يراه من المسلمين
أما بعد
فهذه رسالة إلى كل من فهم موقفنا خطأ مما يحدث فى هذه الأيام فى مصرنا الحبيبة
لقد كان الأمر يسير بطمأنينة والحمد لله وزكنت موافقاً لما قام به الشباب من مطالب بطريقة محترمة وطيبة وهذا ما يدعوا إليه الشرع
لكن وفجأة تغير الأمر ووجدنا سباباً وشتماً وشعارات تثير الفتنة .. وهذا بالتأكيد لا يريده الشرع
إن من القواعد التى جاء بها الشرع أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح .
وكنا نود إذا رأى شبابنا الكرام ما حدث بسببهم لا اقول منهم ولكن استغل الموقف أناس أو تيارات لا تبتغى إلا الفتنة فركبوا موجة ليسوا بملاحيها ، كنت أتمنى أن يدركوا ذلك وأن يعودوا ولا يساعدوا هؤلاء على إثارتهم الفتنة .
وأن يقبلوا الحوار وبهذا نكون قد وقفنا على أول خطوط الانحراف ولم ندخل فيها .
إن موقفنا واضح ، لم أقصد بكلمة سوء من يحاول الإصلاح فأنا أيضا أحاول الإصلاح ، ولكن من يغمى عينه من الشباب ويخرج لسبب ويحمل شعارات مثيرة لزعزعة البلاد يقول قال العالم الفلانى وهذا العالم مثلا تربى فى مدرسة جماعة من الجماعات يخطىء ( لا أقول يتعمد) فيفتى بما يوافق الجماعة ويسير الشباب خلفه فيحملون الشعارات التى لا تحمل سوى إثارة الشعب ويقول لهم هذه حرية تعبير .
وغير ذلك فى نظره سلبيه
لكنى أقول لشبابنا
هل كان النبى صلى الله عليه وسلم يحض الناس على السلبية حين سئل فى هذا الحديث :روى الإمام مسلم، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
لماذا لم يقل أسقطوا نظامهم ؟ هل كان سليباً ؟ هل كان يحب الظلم ؟ لا يا أخى لقد كان يخشى ما حدث من قتل الأبرياء كما حدث فى تونس ومصر وربما سيحدث فى بلاد أخرى .
كل الذى أود توضيحة .....
نحن مع الدعوة إلى الإصلاح لكن بضوابطها .
العقلاء بدؤا فى الإصلاح فعلا مع الحكومة التى أوشكت على الرحيل ، ونحن معهم
بعض مثيرى الفتنة ممن يعجبهم الوضوع يلعبون برؤس بعض الشباب أصحاب النوايا الحسنة يغمونهم ليستمر الوضع على ما هو عليه ... لكن أهيب بهؤلاء الشباب أن يكونوا ذيلا لأحد .
وأذكركم بأن الدعوة إلا تغيير الظلم بالتأكيد مطلب الجميع ، هذا قد بدا فى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
إذا ولى أمر المسليمن رجل كافر فاستطاعوا عزله بغير سفك للدماء فعلوا ...
لا نقولأن حكامنا المسلمين كفار وإن جاروا .
ولكن الشاهد من الأثر هو الإقرار بمطلب التغير شريطة أن لا يكون هناك سفك للدماء لا منا ولا بسبب مطالبنا فإن حدث سفك للدماء قال ( وإلا فعليهم الصبر ) وهذا هو السبب الذى جعل النبى عليه السلام يقول كما فى الحديث السابق عن الحكام الذى لا يؤدون للناس حقهم ( يظلمونهم ) قال عنهم (
«اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
ليست دعوة إلى السلبية لكن اقبلوا الحوار عسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده
أخوكم محمود طراد
مِنَ المعلوم لدى كلِّ عاقلٍ أنَّه ليس مِنَ الحكمةِ أن يظل
ردحذفالمرءُ يتذكر ماضيه وهو نائمٌ لا يحرك ساكناً ، بمعنى أنْ
يهتم بما قد حَدَثَ دون الانشغال بالواقعِ والمسقبل !!
فلستُ مُسَطِّراً رأيي في مشروعية المظاهرات أو عدمها ، إذ
هو أمرٌ قد حَدَثَ وانتهى ولله الحمد أن أقرَّ أعيننا بنصرة
المظلومين وبزوال طاغوت الظلم والظالمين ، وليعلم
الجميع أنَّ ما حدث مِنْ خروجٍ على الحاكم قد تباينت فيه
الآراءُ ، فمن أهل العلم مَنْ أجازه ومنهم من منع لعدم
إراقة الدماء ومنهم من سكت واعتبرها فتنةً لا ينبغي
الحديث فيها ، وكلٌّ منهم عالمٌ جليل.
وعلى كلِّ حالٍ ، فكلٌ مِنْ هؤلاء لا يُجحدُ فضلُه وعلمُه ،
وإنْ اختلفت آراءُهم فقد اختلف الصحابة في أكثر مِنْ
ذلك وما هو أعظم !!
فالشاهد أيها الأخوة والأخوات أنَّ الأمر تَمَّ وانتهى ولا
يجوز ألبتةَ أنْ نظل في جدالٍ عقيمٍ حول مشروعية ما قد
حَدَثَ وما إلى ذلك مِنْ أمورٍ لا تُقدم ولاتؤخر !!!!
ولكنْ ما يجبُّ أنْ يُهْتَمَ به في هذه المرحلة هو الاعتصام
بحبل الله وعدم التفرق ، في هذا الوقت الذي تكالب
علينا أعداؤنا ، فالله تعالى يقول {وَأَطِيعُواْ اللّهَ
وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ
اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال ، وقال سبحانه
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ
اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ } (103) سورة آل عمران.
ولو نظرنا أيها الأخوة الكرام إلى بعض الأحداث التي
جرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعده ،
نرى أنَّه ثَمَّ خلافٌ ما قد وَقَعَ بين الصحابة رضى الله عنهم
في بعض الأمور ، بالرغم مِنْ ذلك لم يُكفر بعضهم بعضاً
أو يفسِّق أحدٌ منهم الآخر أو سبَّ أحدٌ منهم صاحبَه كما
نفعل نحن الآن !!!!
ومما يُحْزِنُ القلب ويدميه أنْ ترى مَنْ يتحدث في أعراض
هؤلاء العلماء لا يعرف شيئاً ولو يسيراً في علمٍ واحدٍ مِنْ
علوم الشريعة ، فتراه لا يدري أن الفتوى قد تتغير ،
وذلك إذا تغير مناطُ الحكمِ فيها ، وبتغير الزمان
والمكان .. إلخ.
وكي لا أُطيل عليكم أيها الكرام .. أحبُّ أنْ أُوَجِّهَ
رسالتي إلى كلِّ أخٍ وأخت يريد أنْ يخدم الإسلام بحقٍ وبدون
مراءاةٍ.
هيا أيها الأفاضل ننزع غبار الوهن عن أكتافنا ...
هيا أيها الأفضال نجتمع على ما اتفقنا عليه مِنْ أصولٍ
ويُصَحِحُ بعضُنا للآخر ما قد اختلفنا فيه ولم يسعُ الاختلاف
فيه ، وَلِيَسَعْ خلافنُا فيما قد وَسِعَ السلف الخلاف فيه ،
قال شيخُ الإسلام بن تيميه في مجموع الفتاوى : وهكذا
الفقه إنما وَقَعَ الاختلاف لما خَفِيَ عليهم بيان صاحب
الشرع ، ولكن هذا إنما يقع النزاع في الدقيق منه ،
وأما الجليل فلا يتنازعون فيه ، والصحابة أنفسهم
تنازعوا في بعض ذلك ، ولم يتنازعوا في العقائد ، ولا في
الطريق إلى الله التي يصيبها الرجل مِنْ أولياء الله
الأبرار المقربين.
فمناشدتي الآخيرة أن يضع كلُّ واحدٍ منَّا يده في يد الآخر
ولندافع عن حِيَاضِ الإسلام بكل قوتنا حتى لا يتسلق على
أكتافنا العلمانيون أو الشيوعيون أو النصارى
الحاقدون ونحن عن ذلك غافلين.
أناشدكم بالله لا تختلفوا فتذهب ريحكم هباءاً .. أناشدكم
بالله أن تجتهدوا في طلب العلم وتبليغه للناس ..
أناشدكم بالله أنْ تكفوا ألسنتكم عن العلماء ..
أناشدكم بالله أنْ تبتعدوا عن كلِّ مثبطٍ للهمم .. هيا
أيها الكرام ، فقد صدق الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله
حينما قال عن الإسلام : "ياله مِنْ دينٍ لو أنَّ له رجال"
وليكن شعارنا جميعا "أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه إذا
افتخروا بقيسٍ أو تميمِ"
أيها الأفاضل .. الإسلام .. دينك دينك .. لحمك ودمك.
وجزاكم الله خيراً ورزقني الله وإياكم الإخلاص في القول
والعمل.