وائل المصرانى ( النصرانى ) ... ومش هقول أكتر من كده



وائل المصرانى

وائل حكايته حكاية !! لم أخطىء لغويا عندما قلت وائل المصرانى ، فقد كانت تلك هى الكلمة التى يصفنى بها لكثرة ما يرى معى من الأناجيل وكتب المسيحيين فكان يقول لى مازحًا " يا مصرانى " يقصد يا نصرانى "

وائل ومعه صديق له فى أول لقاء فى مكتبنا ، وظاهرة يبدو أنها عامة ، وهى إخفاء الصليب بالرباط الضاغط ، جلس ضيفاً علينا ودخل ليحدث الشيخ بحديث لم أسمع ولم أعلم عنه شيئاً ولكن ربما ذلك لأنه أصلاً أصبح مسلماُ بل إن وائل كان قد أخرج شهادة إشهار الإسلام ، وبهذا لم أتمكن من الحوار مع وائل .

ولكن يوم بعد يوم ، يومان فقط وجائنى العلم بأن وائل سيعمل معنا فى المكتب عامل نظافة ، أذكر أنه كان حاصلا على الإعدادية ، وبذلك يتمكن وائل من الاكتساب الحلال ، والتقرب من المسلمين .

ولأن أصابع اليد الواحدة ليست كبعضها لا أخفيكم الخبر أن هناك من الشخصيات التى تعامل وائل بحدة كبيرة مما كان يسىء إلى المسلمين لكنهم لم يكونوا أكثر عددا من الذين يفرحون بقدوم مثل وائل للإسلام .

المهم أنهم كانوا لايساوون فى حساب الزمن شيئا على الإطلاق فلا يمثلون بالنسبة لغيرهم شيئاً ولذا كنت فرحا جدا عندما كنت أتعامل معه وكان فرحا عندما رآنى أكثر من مرة أقرأ فى كتبهم ، وليس فرحه هذا لشىء إلا لأنه كان يرى ذلك شيئاً جديداً على عينه " مسلم يقرأ فى كتب النصارى ليرد عليهم " !!

وائل ، يعمل معنا ، حدثنى مرة أنه يريد أن يحول مسار وظيفته ، يريد أن يعمل على جهاز كمبيوتر أو ما شابه ذلك فهو لا يرى نفسه " عامل نظافة " وصدقونى كنت مستاءاً جدا لذلك أيضا حيث لم أكن أريد أن يلعب الشيطان به ويوسوس له ( هذه هى الصورة التى نقلك الإسلام إليها ) .

مرة مرة بدأت أحاور وائل :

- كنت إيه فى النصرانية يا وائل ؟

- كنت أرثوذكسى

- كنت بتصلى بقى وبتروح الكنيسة

- مش دايما

- مكنتش ملتزم يعنى " سألته ضاحكا "

- أهلك يعرفوا إنك أسلمت ؟

- بس ميعرفوش مكانى

شىء جديد رأيته على وائل ، كان سرحان دائماً ، ترى فيم يفكر ؟ وفى مرة رأيته يمسك بكتاب عن " الشباب والحب " وهنا أدركت السبب .

-أهلا وائل انت بتحب ؟

- آآه والله !

-مسلمة ولا نصرانية .

- لأ مسلمة طبعاً .

و-هى تعرف .

-أيوة وأهلها .

- كويس وناوى على إيه

- إنى أتجوزها طبعاً .

- آآه بس انت يعنى لا مكان ولا فلوس

- مهو أنا هشوف شغل تانى غير ده .

-كانت هناك أمور تغيب عن وائل تعاهدنا على أن نعلمها له ، كان يصلى معنا ويسمعنا .

وفى صباح يوم ، لم نجد وائل فى العمل كما هى العادة ، المهم أنه غائب لكن لا أحد يعرف السبب ، وكل ما نعرفه أنه ذهب بالأمس لزيارة أهل خطيبته .

لكن يبدو أن أحدا يعرف السبب و " يا خبر بفلوس .... "

وائل ... أمسك به أهله من النصارى أخذوه إلى المنزل بل وربما أخذوه إلى الكنيسة ، لكن من يدرى ما يحدث ؟ السؤال الآن كيف وصل أهله إليه سألت مستفسراً.

كان فى زيارته إلى خطيبته وبينما هو هناك وصل أمين شرطى _ مزيف – ومحام نصرانى وبعض أهله أخذوه معهم رغماً عنه وهو يصيح أنهم ليسوا شرطة كما يدعون ولكن من يجيب ؟!!

أخذوه ...

اتصلنا بخطيبته – حقا لا أذكر اسمها بل ولم أرها ، المهم انها حكت لى ما حدث بالفعل ونحن الآن فى انتظار ما يخبىء القدر .

ساعات وجاء وائل ... لكن فى صورة غريبة يبدو أنه وقع فى مافيا ، المنظر غير مطمئن !! دخل غرفة ونام على ( كنبه ) يبدو أنه لم ينم منذ وقت طويل ، دخلت عليه :

ايه يا بنى مالك

- أهلى ضربونى وكانوا هيموتونى وأبويا كان هيضربنى بالمطوة لولا خالى ملحقه .

ياااه وليه ده كله وهم شافوك فين ؟

كنت عند خطيبتى ومدريتش إلا وهم حواليا وبيمسكوا فيا واحد فيهم عمل نفسه أمين شرطه وهو مش كده أنا عارفه أصلاً

طيب وبعدين ؟

أخدونى على البيت وكانوا هيودونى الدير لكن استنيت لما ناموا وهربت ، نطيت من الدور التانى وهربت .

بصراحة يبدوا أن الولد كان فى مجزرة فقد أظهر عن علامات الضرب فى جسده وإذا بها كرسم بالنار على جسده ، ضرب وجلد وإهانة و الذنب أنه أسلم :

" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد "

فهكذا كانت النتيجة وبعد يوم أو اثنين اختفى وائل ولا نعرف أين ذهب !!

لكن ما أتمناه أن يكون الخبر الذى سمعته كذباً فقد سمعت أنه رجع إلى النصرانية مرة أخرى .

وتعليقى على ما حدث :

هل علمنا الآن ما يفعل بالنصرانى الذى يدع دينه ونصرانيته ويذهب إلى المسلمين ؟ هل علمنا ما هو الابتلاء الذى قد يوضع فيه المسلم الحديث عهد بما هو عليه .

" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " .

وهل كانت تلك النصوص التى قرأها أبوه وهو فى الكنيسة هى المرجع فيما أراد أن يفعل مع ابنه مثل ما ورد فى لوقا " وأما أولئك الذين لا يريدون أن أملك عليهم فأتوا بهم واذبحوهم قدامى " .

وهل يوكل ذلك فى المسيحية إلى أولى الأمر الكبار أم العوام من الشعب ؟!!!

تعليقات

  1. قصة جميلة
    كبيرة
    مؤثرة فعلا
    اللهم انصر الإسلام والمسلمين

    ردحذف
  2. ما شاء الله على القصص اللهم ثبته

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المذهب الفلسفى عند الفارابى وابن رشد بقلم محمود طراد

شرح قصيدة الحائية ... كتاب جديد

رداًعلى يوسف زيدان .. اختلاف القراءت القرآنية، بقلم محمود طراد